اللهم صل على محمد وال محمد ..
بدأت يومي يوم الجمعه بطريقه مختلفه عن المعتاد..فمنذ استيقاظي لتأديه صلاه الفجر لم ارغب بالنوم مره اخرى ..لاني كنت على موعد مع روحي للذهاب الى مكان معين ..
وكان الشوق بداخلي بصوره كبيره لان تمضي الساعات حتى يأتي الوقت المحدد..قمت بقراءه دعاء الندبه وتوقفت عند بعض المقاطع وبعدها قمت بزياره امامي وقره عيني ومنها قمت بالاستعداد فقد قرب الموعد اغتسلت غسل الجمعه وبعدها..خرجت من المنزل وحملت معي بعض الكتيبات التي تحوي الزياره والادعيه التي قد اكون بحاجه اليها في زيارتي ..عند وصولي ذلك المكان اخذ نبض قلبي يتسارع
واصابتني بعض الرهبه ..سميت بالله واجتزت ذلك الباب ..كان المكان جداغريبا بالنسبه وكأني لم ادخله لسنوات.. طويله او كأني لاول مره اراه..وكان خاليا من الناس ماعدا شخص واحد وانا.. ولكنه كان مكتظا باشياء اخرى ..امتلكتني بعض الدهشه...وكأني نسيت السلام على
اهل ذلك المكان .. فأنا لم اخطو ولا خطوه بعد ..وبعدها استحييت وطلبت من روحي ان تبدأ السلام فهي تعيتلك الكلمات اكثر مني ..وسلمنا سويا ..
"السلام على اهل لااله الا الله من اهل لااله الا الله يااهل لااله الاالله كيف وجدتم قول لااله الا الله من لااله الا الله يا لا اله الله ......."
لاول مره اقرأ هذه الكلمات بتوجه غريب حتى اغرورقت عيني بالدموع وكنت اقرأها ببطء شديد وكأني لتوي اتعلم القراءه ..ولاادري لماذا ؟؟
"فخطاب كيف وجدتم كان له وقعه على نفسي ..كنت وكأني اخاطب شخص متمثل امامي وانتظر الجواب الشافي لروحي الظمأنه !!!
بعدها اخذت بالنظر يمينا وشمالا بطريقه عشوائيه وبنظرات تائهه فأنا لم اتي هذه المره لشخص بعينه
كما كنت اعمل سابقا..ولكن كعادتي بدات بجدي وقفت امام منزله وكان جافا .. والمني المنظر..وقمت بسؤاله عن حاله ..لاني متيقنه انه يراني ويسمعني وانما الحجب الماديه هي ماتمنعني عن رؤيته ..قرأت سوره الفاتحه وبعض السور القصار ..وبعدها اعتذرت لاني سأذهب لزياره غيره .. كنت ارى صورا تملئ المكان واعلام
خضراء وسوداء هنا وهناك ..احسست وكأن الجميع هناك يطلبني ويريدني المرور عليه ..لعلهم يحضون بثواب سوره الفاتحه فالجميع هناك رحل عن دار العمل ولايملكون لانفسهم شيئا غيررحمه من الله ..
توقفت عند منازل كثيره وقرأت ماستطعت من الايات عند كل منزل فلو كان بيدي لزرتهم جميعا وتحدثت معهم وسألتهم عن احوالهم وكيف وجدوا طعم الرحيل.وكيف هو اللقاء ؟؟
وجهت سؤالي لجميع الموتي ..كيف رأيتم خروج الروح وظلمه القبر وضيق للحد ..كيف رأيتم منكر ونكير وغيرها" وجلست بعدها ابكي واردد " ابكي ومالي لاابكي ابكي لخروج روحي ابكي لظلمه قبري
ابكي لضيق لحدي وابكي لسؤال منكر ونكير ..."
وتذكرت مولاي صاحب العصر والزمان وطلبت من الله بحقه ان يغفر للجميع ويرحمنا به ..
كان بكائي كمواساه لهم لعلهم يستأنسون بي كما استأنست بهم تمنيت
لو يكشف لي الغطاء في تلك اللحظات ولكن الحجب تمنعني وبشده فأنا لم اصل للصفاء الروحي الذي يجعلني احدثهم ويحدثوني دون وجود حواجز ..اكملت المسير ...
.كان يدهشني تعليق بعض الصور لمنازل اصحابها وكانت الصور ذات شكليه جميله وتغطيها الابتسامه ..وكانت المنازل مغطاء بالورود واشياء اخرى تعود لاصحابها كقطع ملابس وغيرها...كنت اقف عندها واتمعن في الصور واذهب بخيالي بعيدا واقول هل ياترى مازلت ياصاحب المنزل تحمل نفس الابتسامه ..ام انك الان لاتملك سوى البكاء على نفسك والدعاء بالويل وهل تعيش الان بين هذه الورود وانك في نعيم اما ماذا ؟؟..
وهل ستخرج من قبرك كاسيا لكي تعلق لك بعض الخرق ستخرج عاريا لاتحمل سوى الاثقال" ابكي لخروجي من قبري عريانا ذليلا حاملا ثقلي على ظهري .."
وتنفست الصعداء.. وتحركت بعدها الى صور اخرى وهكذا .. ايضا كانت تستوقفني بعض المنازل الجافه والمتشققه التي تعود الى سنوات ليست بالقليله .. وكنت ارى نفسي اسمع استغاثتهم وحاجتهم فأهل الدنيا قد هجروهم ..نعم من كان له كدنا وسعينا وضحكنا معهم وبكينا ..فقط يوصلنا الى ذلك المكان ويبكي لفقدنا لايام ويتذكرنا لشهوراو لسنوات ..ولكن بعدها يلهى عنا وينسى وتأخذه زخارف الدنيا بعيدا ونبقى نحن بلا ولد يدعوا لنا ولاعمل جاري ينفعنا ..نسترجي رحمه الحبيب والمولى ..
وشيء اخر توقفت عنده كثيرا ..هي ان معظم الصورتخص شباب لاتتجاوز اعمارهم "24" ومحاطه باسماء الائمه الاطهار تبدأ باسم الحبيب المصطفى وتنتهي ببقيه الله في ارضه .. كنت اسأل نفسي واقول ..ماجعل هؤلاء الناس يضعون هذه الاسماءهو تيقنهم بانهم سفن النجاء وهم الوسيله المنجيه والشفعاء لنا عند الله
فياترى ..لماذا لانتيقن بهم في هذه الدنيا ؟؟
لماذا يغرنا طول الامل ونسوف التوبه ونتكل على شفاعه ائمتنا الاطهار هذا ان كنا ممن يستحق الشفاعه ؟؟ فنحن نتجاهل اقوالهم ولانتمسك بهم .. لما لانجعل اعمالنا وافعالنا صورا لهم بدل ايذائهم بذنوبنا او لم يوجهوا خطابهم لنا بقولهم
"كونوا زينا لنا ولاتكونوا شينا علينا "
وبذلك ننال النجاه بهم قبل رحيلنا
نحن ندعي فقط حبهم ونجهل ماهو حبهم ؟؟
بعد كل هذا خطوت خطوات بعيده عن كل هذه المنازل وذهبت هناك الى منازل جديده لتوها سوف تنشىء وكانت الرمال مجهزه وهناك بمسافه صحراء قاحله خاليه من كل شيء..وكنت انظر اليها واتسائل اين هومنزلي وبأي بقعه سيكون ياترى ..هنا ام هناك ..تمنيت لو استطيع ان اخوض التجربه والمس الحطب وارى نفسي بين الرمال ... وهل هذا يهم ؟؟
فهذا المكان سيحوي جسداخاويا فقط ..انما الروح سترحل بعيدااما نعيما واماشقاء !!!!
وهنا انتهت رحلتي وعدت بنفسيه اخرى..
اتمنى ان تحوز تجربتي على رضاكم وتعيشونها كما عشتها ..
موفقين ونسألكم الدعاء ..
اجننك بدلعي